وَضْعِيَّةٌ مُقْلِقَةٌ تِلْكَ الَّتِي يعيشها الْقُطَّاع الْمَائِيّ بِالْمَغْرِب ، بَعْد تَوَالِي سَنَوَاتِ الجَفَافِ وَارْتِفَاع وَتِيرَة الِاسْتِهْلَاك بِسَبَب النُّمُوّ الديموغرافي ، الْأَمْرُ الَّذِي أَدَّى إلَى اسْتِنْزاف الفرشة الْمَائِيَّة ، وَوُصُول حقينة السُّدُود إلَى مستويات متدنية ، إذْ أَنَّ نِسْبَةَ الْمَلَإ حَالِيًا تَقْدِر بحوالي 33 فِي الْمِائَةِ فَقَط .
وَإِمَام هَذَا الْمُعْطَى الَّذِي لَا يُبَشّر بِالْخَيْر ، ارتأت وَزَارَة الْأَوْقَاف وَالشُّؤُون الْإِسْلَامِيَّة أَن تَدَلِّي بِدَلْوِهَا ضَمِن الجُهُود الحُكُومِيَّة الرامية إِلَى تَوْفِيرِ الْأَمْن الْمَائِيّ بِالْمَمْلَكَة ، حَيْث قَرَّرْت الِاسْتِعَانَة بخطباء الْجُمُعَة ، مِنْ أَجْلِ إيصَال رِسَالَة توعوية نَابِعَة مِن مرجعيتنا الْإِسْلَامِيَّة ، عَبَّر خُطْبَة ستتلى يَوْم غَد الْجُمُعَة 24 يونْيو الْجَارِي ، وَاَلَّتِي سَتَكُون مُوَحَّدَة بِجَمِيع مَسَاجِد الْمَمْلَكَة ، وستنصب كَامِلَة حَوْل حَثٌّ الْمُصَلِّين وَالْمَغَارِبَة عُمُومًا عَلَى ضَرُورَةِ الْحُفَّاظُ عَلَى هَذِهِ الثَّرْوَة الحيوية ، وَعَدَم تبذيرها ، لِمَا فِيهِ مِنْ مُهْلِكَة دُنْيَوِيَّةٌ ، وَمَعْصِيَة دِينِيَّة ، اسْتِنَادًا إلَى مَجْمُوعِهِ مِنْ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّةِ الْمُثْبِتَة .
لِلْإِشَارَة فَإِن الْمَخْزُون الْمَائِيّ بِبِلَادِنَا مِن الْمُنْتَظَر أَنْ يَعْرِفَ تَدَهْوُرا كَبِيرًا خِلَال الْأَسَابِيع الْمُقْبِلَة ، وَاَلَّتِي تُصَادِف الْمَوْسِم الصَّيْفِيّ ، حَيْث يَكْثُر اسْتِهْلَاك الْمَاء الصَّالِح لِلشُّرْب ، سَوَاءٌ خِلَال الاِسْتِحْمَام الْمُتَكَرِّر ، أَوْ فِي مَلَأٍ المسابح وَسَقْي المساحات الْخَضْرَاء ، مِمَّا يَجْعَلُ إِمْكانِيَّةٌ قَطَع التَّزْوِيد بِالْمَاء الشَّرُوب وَارِدَةٌ جِدًّا بِدَاء مِن شتتبر الْقَادِم ، فِي عَدَدِ مِنْ الْمُدُنِ خَاصَّة الْجَنُوبِيَّة والشرقية