السياسة
صَادِقٌ مَجْلِسُ الأمَّةِ فِي الجَزَائِر ، أَمْس الْأَرْبِعَاء ، عَلَى مَشْرُوعٌ قَانُون الِاحْتِيَاط الْعَسْكَرِيّ ، الَّذِي يُنْظَم تَدَفَّق مِئات الْآلَاف مِنَ الجُنُودِ الاِحْتِيَاطِيِّينَ لدعم قُوَّاتِ الجَيْشِ فِي حَالِ الْخَطَر الداهم خَاصَّة على الحدود الْمَغْرِبِيَّة . وَأَصْبَح هَذَا الْقَانُونِ جَاهِزًا للصدور فِي الْجَرِيدَةِ الرَّسْمِيَّة لِيَكُون بِذَلِك سارِي الْمَفْعُول .
وَدُون إشْكَال ، صوّت أَعْضَاء مَجْلِسُ الأمَّةِ – وَهُو الغُرْفَة الثَّانِيَةِ فِي البَرْلَمَانِ – عَلَى مَشْرُوعٌ قَانُون الِاحْتِيَاط الْعَسْكَرِيّ ، ليجتاز بِذَلِكَ هَذَا الْمَشْرُوعُ آخَرَ عَقِبَهُ إمَامِه ، بَعْدَ أَنْ كَانَ نُوَّاب الْمَجْلِس الشَّعْبِيّ الوَطَنِيّ قَد صادقوا عَلَيْه بالأغلبية السَّاحِقَة قَبْلَ نَحْوِ 3 أَسَابِيع .
وَلَم يتبق سِوَى تَوْقِيع رَئِيس الجُمْهُورِيَّة عَلَى الْقَانُونِ ، لِيَصْدُر فِي الْجَرِيدَةِ الرَّسْمِيَّة لِلْبِلاَد .
وَتَقْتَضِي تَقَالِيد الْمُمَارَسَة البَرْلَمَانِيَّة فِي الجَزَائِر أَنْ يَكُونَ وَزِيرُ العَلاَقَاتِ مَعَ البَرْلَمان هُوَ الْحَامِلُ لمشاريع الْقَوَانِين العَسْكَرِيَّة إمَام البَرْلَمان ، ذَلِكَ أَنَّ وَزِير الدِّفَاع فِي الجَزَائِر هُو رَئِيس الجُمْهُورِيَّة الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ الْتِزَامَاتٌ مُبَاشَرَة مَع الغُرْفَة التَّشْريعِيَّة ، فالحكومة وَفْق النِّظَام الدستوري الْجَزَائِرِيّ هِي المخولة بمواجهة البَرْلَمان وَعَرْض الْقَوَانِين عَلَيْه .
وأبرزت وَزِيرَه العَلاَقَاتِ مَعَ البَرْلَمان ، بِسُمِّه عيواز ، خِلَال عَرْضُهَا النَّصّ القَانُونِيّ عَلَى لَجْنَة الدِّفَاع بِمَجْلِس الْأُمَّة ، أَن مَشْرُوعٌ القَانُون هَذَا “ينظم الِاحْتِيَاط الْعَسْكَرِيّ بِمَا يَتَماشَى وَالْأَحْكَامُ الَّتِي جَاءَ بِهَا دُسْتُور 2020 ، كَمَا أَنَّهُ يَسْعَى إلَى التَّكَيُّفُ مَعَ التعديلات الْجَدِيدَة لِلْقانون الأسَاسِيّ الْعَامّ للمستخدمين الْعَسْكَرِيِّين وَالْقَانُون الْمُتَعَلِّق بِالْخِدْمَة الوَطَنِيَّة وَقَانُون المعاشات العسكرية” .
وَيَعْنِي الِاحْتِيَاط بِاللُّغَة القَانُونِيَّة “الوضعية الَّتِي يَبْقَى فِيهَا الْعَسْكَرِيّ الْعَامِل وَالْعَسْكَرِيّ المتعاقد وَعَسْكَرِيّ الْخِدْمَة الوَطَنِيَّة الْمَعَاد إلَى الْحَيَاةِ الْمَدَنِيَّة بَعْدَ إنْهَاءِ الْخِدْمَة بِصِفَة نهائية خَاضِعا للالتزامات العسكرية” .
وتكمن مُهِمَّةٌ الِاحْتِيَاط ، وَفْق تَعْرِيف الْمَادَّةَ الثَّالِثَةَ مِنْ القَانُون ، فِي “تدعيم صُفُوف الْجَيْش الوَطَنِيّ الشَّعْبِيّ للتصدي للتهديدات الدَّاخِلِيَّة والخارجية ، طَبَقًا للدستور وَالتَّشْرِيع السَّارِي المفعول” .
وَيَنْقَسِم المعنيون بِالِاحْتِيَاط إلَى فِئَتَيْن هُم العسكريون الْعَامِلُون والمتعاقدون وعسكريو الْخِدْمَة الوَطَنِيَّة ، وَيُتِمّ استدعاؤهم بِمُوجَب مَرْسُوم رِئَاسِيٌّ مِنْ أَجْلِ التَّكْوِين وَالِاسْتِعْدَاد لِلِاحْتِيَاط لِمُدَّةٍ لَا تَتَجَاوَزُ 30 يَوْمًا فِي حَالَةِ السَّلَمِ أَوْ فِي حَالَةِ التّعْبِيَة ، الَّتِي تَحَدُّد مُدَّتِهَا فِي مَرْسُوم إعَادَة الِاسْتِدْعَاء