أنهى رئيس الوزراء الإسباني أي احتمال للتخلي عن وزير الخارجية الحالي، خوسي مانويل ألباريس، بهدف إرضاء الجزائر إثر الأزمة الدبلوماسية الناجمة عن إعلان مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، حين أعلن أنه لن يقوم بأي تعديل حكومي وأن الحكومة الحالية ستُنهي ولايتها كاملة، ما يعني عدم تكرار سيناريو إقالة الوزيرة السابقة أرانتشا غونزاليس لايا إثر الأزمة الدبلوماسية مع المغرب.
ووجد سانشيز في رحلته إلى جزيرة "لابالما" التابعة لأرخبيل الكناري، فرصة للرد على شائعات التعديل الحكومي التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخرا، بما في ذلك إقالة وزير الخارجية الحالي على خلفية الأزمة الإسبانية الجزائرية، حيث اعتبر سانشيز أن المراد من هذه الأقاويل هو "تسميم الأجواء" وأن فكرة التعديل الحكومي ليست مطروحة أساسا على طاولة النقاش، معلنا دعمه لوزرائه.
وقال سانشيز إن التعديل الحكومي "لا يوجد ضمن أجندته"، مبرزا أن بعض الأخبار التي تُنشر حول هذا الموضوع تهدف إلى خلق نوع من التفاعل الذي يُظهر الحكومة وكأنها تعاني من عدم الاستقرار والمشاكل الداخلية، لكن كل ذلك غير صحيح لأن حكومته "ستواصل عملها إلى غاية نهاية ولايتها"، مشددا على أنه راض جدا عن عمل جميع الوزراء.
وحمَّلت الجزائر وزير الخارجية مانويل ألباريس، المسؤولية عن الصدام الدبلوماسي الحاصل مع مدريد، ففي يونيو الماضي نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية مادة تهاجمه فيها معتبرة أنه "تسلل إلى الدبلوماسية ولم يكف قط عن ارتكاب الأخطاء"، مبدية غضبها من مسلسل المواجهة الذي اختاره عبر الاتحاد الأوروبي ردا على ما تصفه السلطات الجزائرية "إجراءات عقابية اقتصادية" ضد إسبانيا، حيث وصفت كلامه بأنه "لغة وقحة لا تليق بمنصبه".
وكان ألباريس قد اتجه إلى الاتحاد الأوروبي رأسا بعد أن لوحت الجزائر بمنع الصادرات الإسبانية من دخول أراضيها وبوقف إمدادات الغاز رغم وجود عقود موقعة بين البلدين، كما دعم بشدة خطوة سانشيز بإعلان دعم الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، معتبرا أن موقف بلاده واضح للغاية وصادر عن "دولة حرة وذات سيادة"، وأن مدريد تبحث عن مصالحها، رافضا "تدخل أي دولة أجنبية" في هذا الأمر.
وجاء سانشيز بألباريس من فرنسا حيث كان سفيرا لإسبانيا في باريس، وذلك في يوليوز من سنة 2021، ليخلف أرانتشا غونزاليس لايا على رأس وزارة الخارجية، بعد دورها في تسهيل دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا بشكل سري وبواسطة جواز سفر جزائري يحمل هوية مزورة، ما تسبب في أزمة دبلوماسية مع المغرب قاد ألباريس مفاوضات إنهائها ونجح في ذلك بالفعل.