أعلن المدير العام لمجمع سونطراك للغاز الجزائري، توفيق حكار، في تصريح للصحافة الجزائرية، عن الوصول إلى اتفاق مع شركة "ناتورجي" للغاز الإسبانية، من أجل الاستمرار في إمداد إسبانيا بالغاز الجزائري، مشيرا إلى أن الاتفاق سيتم توقيعه قريبا.
وأضاف حكار في هذا السياق، أن الاتفاق يتضمن إمداد إسبانيا بالغاز عبر أنبوب "ميدغاز"، دون أي زيادة بسبب القدرات المحدود لهذا الأنبوب، وأشار إلى أن سعر الغاز الذي سيتم تصديره إلى إسبانيا سيعرف زيادة في الأسعار هذه المرة بالنظر إلى الظرفية العالمية، لكن دون التصريح بأي معطيات حول قيمة السعر.
وقال حكّار، إن الجزائر ملتزمة مع شركائها الإسبان فيما يخص إمدادات الغاز، لكن في إطار ما يسمح به أنبوب "ميدغاز" الوحيد الذي يربط بين الجزائر وإسبانيا حاليا، بعد إيقاف العمل بأنبوب المغاربي الأوروبي الذي يربط الجزائر وإسبانيا عبر تراب المملكة المغربية.
ويأتي الاعلان عن هذا الاتفاق، في خضم أزمة دبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا لم تنته تفاصيلها بعد، حيث انطلقت في مارس الماضي بعد إعلان مدريد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، لتقرر الجزائر على إثر ذلك قطع علاقاتها مع مدريد باعتبارها الداعم الرئيسي لجبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وطالبت الجزائر من إسبانيا التراجع عن موقفها الداعم للمغرب في ملف الصحراء، كشرط لإعادة العلاقات الدبلوماسية، ولازالت سفارتها في مدريد شاغرة من منصب السفير منذ استدعائها له للتشاور في 19 مارس الماضي، كما قامت بتعليق العمل باتفاقية الصداقة والتعاون مع إسبانيا.
ولا تبدو في الأفق ملامح وجود تقدم في العلاقات الثنائية بين البلدين، في ظل عدم قدرة مدريد على التراجع عن موقفها لصالح المغرب، على اعتبار أن أي تراجع سيكون بمثابة نقل الأزمة من الجزائر إلى المغرب، حيث أن الرباط لن تقبل بأي موقف يتعارض مع مطالبها في قضية الصحراء.
وفي ظل إصرار الجزائر على ربط إعادة علاقاتها مع إسبانيا بإعلان الأخيرة عن موقف جديد في قضية الصحراء، فإن العلاقات الثنائية بين البلدين وصلت إلى الباب المسدود، ولا يُعرف المآل الذي ستنتهي إليه هذه الأزمة الدبلوماسية.