أثار فيلم “زنقة كونتاكت”، لمخرجه إسماعيل العراقي، ضجة كبيرة بسبب تضمنه لأغنية تعود للفنانة الانفصالية مريم منت حسان، وهي القضية التي تسببت في تعليق تأشيرة الاستغلال التجاري والثقافي للشريط السينمائي، مع تعليق العرض التجاري والثقافي للعمل السينمائي وطنيا ودوليا، وتعليق البطاقة المهنية لمخرج الفيلم.
قرار المركز السينمائي المغربي، القاضي بمعاقبة مخرج ومنتج الفيلم، جرّ على وزارة الثقافة التي يقع تحت وصايتها المركز موجة من الإنتقادات، حيث اعتبر متتبعون للشأن الثقافي والفني بالبلاد، أن ما جاء به بلاغ المركز، يورط هذا الأخير والوزارة أكثر مما يبرئهما، معتبرين المسؤول الأول عما وصفوه بـ”الفضيحة”، هو الوزارة.
واعتبر المتتبعون، أن تضمُّن فيلم تم عرضه في دور السينما، وشاهده حوالي آلاف المتفرجين، لأغنية انفصالية، يعتبر خطأً جسيما يتحمل مسؤوليته الوزير بنسعيد، الذي تعددت أخطاؤه منذ تسلمه حقيبة وزارة الثقافة، إذ لا يعقل -بحسبهم- ألا ينتبه المسؤولون عن القطاع لهذه الفضيحة، رغم عرض الفيلم في أكثر من قاعة.
وشدد المتتبعون، على أن التبريرات التي خرج بها المركز السينمائي، الذي أفاد بأن صيغة الفيلم التي تم تقديمها أمام اللجنة، مغايرة لصيغة الاخيرة، واهية (التبريرات)، على اعتبار أن الفيلم الذي رصد له دعم بقيمة 4 ملايين درهم و200 ألف، فاز بصيغته الحالية بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ومن غير المنطقي عدم الإنتباه لهذه الفضيحة، وانتظار خروج الأمر لوسائل الإعلام من أجل التعليق على الموضوع.
وأكد مهتمون بالشأن الثقافي والفني، على أن لجنة المراقبة التي ضمّت أيضا ممثلي وزارة بنسعيد، كان عليها أن تتمحص قبل الترخيص للفيلم، مع الإطلاع على صيغته النهائية قبل عرضه للجمهور، مشددين على أن الجزء الأكبر من المسؤولية تتحمله اللجنة وبالتالي الوزارة، وهو ما يستدعي تطبيق الجزاءات لأن الأمر يدخل في خانة المس بالوحدة الترابية للمملكة.
إقرأ المزيد 👇📜
منتج “زنقة كونتاكت” يرد على المركز السينمائي بعد معاقبته بسبب مغنية انفصالية
تشهد سماء الساحة السينمائية المغربية اليوم الخميس حالة من الضبابية سببها تعليق المركز السينمائي المغربي للبطاقة المهنية الخاصة بمخرج فيلم “زنقة كونتاكت” إسماعيل العراقي وذلك بعدما تبث استخدامه لموسيقى تمس الوحدة الترابية للملكة المغربية.
وفي ردها على قرار المركز السينمائي المغربي أكدت الشركة المنتجة للفيلم في بيان صحفي لها اليوم توصلت جريدة “الأيام 24” بنسخة منه، أن ما وقع يعد سوء تفاهم يمكن تجاوزه، وأن استخدام أغنية الانفصالية مريم حسن هو اختيار جمالي موسيقي، إضافة لكون المخرج اسماعيل العراقي “الذي رفض بعد محاولات عديدة الرد على الهاتف”، قد اختار بحسب البيان ذاته موسيقى مريم حسن من حيث الصوت وليس انطلاقا من تمثيلها السياسي والشخصي.
البيان ذاته أفاد بأن الشركة المنتجة اتبعت القواعد بدقة من خلال تقديم الفيلم إلى لجنة تخصيص التأشيرات التابعة للمركز السينمائي المغربي للإصدار الوطني سنة 2021 والتي حصل فيها الفيلم على تأشيرته دون طلب تغيير، وهو ما يزيد الغموض حول بيان المركز السينمائي بخصوص فيلم “زنقة كونتاكت” هذا اليوم والذي ذكر فيه أنه بسنة 2021 حصل الفيلم على تأشيرة الاصدار الوطني وتمتى معاينته دون الرجوع للسيناريو الأصلي ودون العودة للموسيقى المستعملة على أن لا تمس الجمهور المستهدف.
وأشار المركز السينمائي المغربي على أن المنتج والمخرج معا قد ارتكبا خيانة في النص والحوار والصوت الذي تم تحديده سلفا بسيناريو العمل المرخص له لأسباب وصفها ب”المشبوهة”، مؤكدا في الوقت ذاته على أن له الحق المؤسساتي في مباشرة مسطرة المتابعة القانونية ضد المنتج ومخرج الفيلم بتهمة “فعل تغيير وتعديل معطيات ومضمون وحوار وصوت سينمائي وسمعي بصري خارج المقتضيات المؤسسة للترخيصات المنظمة قانونيا.
هذا وقد خلق جدل مضمون فيلم “زنقة كونتاكت” لمخرجه اسماعيل العراقي، بعدما تطرق لمفهوم “الدعارة” بالمجتمع المغربي، وذلك بعد فوزه بالجائزة الكبرى لمسابقة الأفلام الطويلة بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة الشهر الماضي.