ذهبت الجزائر إلى مرحلة جديدة من تصعيد الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، الناجمة عن قرار حكومة بيدرو سانشيز إعلان دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، إذ لم تكتفِ فقط بسحب سفيرها من مدريد، بل لجأت كذلك إلى إغلاق جميع قنوات التواصل مع السفير الإسباني فرناندو موران كالفو سوتيلو، وإبعاده عن جميع الأنشطة الرسمية التي يُعنى بها ممثلو السلك الدبلوماسي الأجنبي المعتمد بالجزائر، وهو "تكتيك" يشمه تماما ما كانت تقوم به الرباط.
واختارت الجزائر أن تسير على خطى المغرب في تدبير هذه الأزمة الدبلوماسية، إذ بعد أن استدعت سفيرها منذ مارس الماضي، أي مباشرة بعد رسالة سانشيز إلى الملك محمد السادس التي أعلن فيها وصف فيها مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء بأنه جاد وواقعي وذو مصداقية، لجأت حاليا إلى إبعاد السفير الإسباني عن جميع اللقاءات المقررة مع الوزراء وكبار مسؤولي الدولة والإدارات المحلية، وفق ما أكده تقرير لموقع the objective الإسباني.
وأكد التقرير أن الأمر يتعلق بالأزمة الدبلوماسية بين البلدين، ويأتي بعد استدعاء السفير الجزائري، سعيد موسي، للتشاور منذ 7 أشهر قبل أن يتم تعيينه سفيرا لبلاده لدى فرنسا، ثم إلغاء اتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار في يونيو الماضي بعد 20 عاما على توقيعها، ليأتي اليوم إبعاد السفير الإسباني عن الأنشطة الرسمية على الرغم من أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، قرر تمديد فترة عمله مفضلا تأجيل اختيار السفير الجديد إلى حين عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها.
وقال الموقع إن دعوة الجزائر سفيرها للتشاور لم تلقَ تجاوبا من الطرف الإسباني، ليمر الجزائريون إلى المرحلة الموالية، حيث قطعوا قنوات الاتصال مع السفير، الذي كان قد استُقبل في فبراير الماضي من العام الماضي من طرف رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، ثم جمعته سلسلة من اللقاءات بالوزراء الجزائريين حول مواضيع التعليم العالي والبحث العلمي والصيد البحري والثقافة والرياضة والشباب، وذلك في غمرة الأزمة المغربية الإسبانية
وخلال تلك الفترة كان المغرب قد استدعى سفيرته، كريمة بن يعيش، من مدريد، ثم أغلق جميع قنوات التواصل مع السفير الإسباني، ريكاردو دياز هوشلايتنر، بما في ذلك عدم استدعائه إلى الأنشطة الرسمية، وكان أبرز مثال على ذلك عدم حضوره رفقة السفراء المعتمدين بالمملكة خلال تقديم خلاصات النموذج التنموي الجديد، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها في مارس الماضي، ليظهر السفير رفقة سانشيز خلال لقائه بالملك محمد السادس في الرباط شهر أبريل من هذا العام