دفعت جريمة “الشرطي المغدور” بالدار البيضاء، إصدار المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي،
إلى إصدار أوامر لجميع المصالح، تحث فيها رجال الأمن من ركوب سيارات الغير “أوطوسطوب” لخطورتها المحتملة،
الدورية التي عممت على المصالح الأمنية، جاءت عقب حادث اختطاف وقتل الشرطي المغدور “هشام بورزة” بمنطقة حد السوالم
وهي القضية التي هزت الرأي العام الوطنية، وتحضى بمتابعة كبيرة بغية معرفة آخر تطوراتها.
وحثت الدورية أيضا، وبشكل صارم العاملين في جميع مصالح الشرطة، بضرورة بالامتثال لها، حماية لأرواحهم من أي خطر محتمل.
كما شددت هذه الدورية على الحرص على التطبيق السليم لها من قبل كافة مصالح الأمن الوطني على الصعيد الوطني،
وحماية أرواح رجال الشرطة الذين يسهرون على حماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على النظام.
__________________________
قضية الشرطي المغدور.. مُسدّس وهاتف مُختفيان و”قتَلة مأجورون”
قضية الشرطي المغدور.. وصلت فرقة أمنية، أول أمس الثلاثاء، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية، إلى مدارة «عين الكديد» في منطقة “الرحمة” بضواحي الدار البيضاء،
التي كانت مسرحاً للجريمة لأول فصول الجريمة الشّنيعة في حق الشّرطي المغدور.
وقالت المصادر ذاتها إنّ رفقة أخرى حلّت بالمنطقة مصحوبة بكلاب مدرَّبة وعملت عناصرها على تمشيط مسرح الجريمة،
ما فسر على أنه بحث عن مسدّس الضحية الوظيفي والذي لم يظهر له أثر بين مخلفاته التي عثر عليها بعد اختطافه.
وواصلت المحققون أبحاثهم وتحرّياتهم أمس الأربعاء، وفق المصادر نفسها، مستعينين بالمعطيات والأدلة الرقمية التي تمّ تجميعها من الأماكن الثلاثة التي شهدت فصول الجريمة،
وتحليل الأدلة والقرائن، في سبيل إيجاد الخيط الناظم للجريمة التي شغلت الرأي العامّ المغربي
في غضون ذلك، تمّ الاستماع إلى المشتبه فيهم الموقوفين خلال اليومين الماضيين وإنجاز تحرّيات ومساطر وأبحاث ميدانية،
في العديد من الضيعات والمآوي لجمع مزيد من الأدلة الكفيلة بتسريع الوصول إلى الجناة
وحتى الآن تطرح فرضية “الانتقام” بقوة بين المحققين، الذين يحاولون تتبّع مسار علاقات الضّحية لاستجلاء من قد يكون وراء الجريمة،
ولتحديد هوية منفذي اختطاف وتعذيب وقتل الشرطي الشاب
الشرطي المغدور.. تخطيط الجناة
ووفق ما توصّل إليه المحققون فإنّ الجناة “خططوا” جيداً لسيناريو اعتدائهم على الضحية وتدربوا على تنفيذها
بمراقبة الأماكن التي يتردد عليها ويشتغل فيها، إذ عرفوا أنه سيكون مساء ذلك اليوم في المدارة المذكورة، حيث الإنارة ضعيفة وتوجد في محيط أراض خلاء.
ويرجّح المحققون أيضا، وفق المصادر ذاتها، أن يكون “المنتقم” المفترَض قد لجأ إلى خدمات “قتلة مأجورين”،
وإذا ثبت ذلك فمعناه أن عدد المشتبه فيهم المحتَلين في ارتكاب الجريمة سيكون مرتفعا، ويتوزّعون ما بين فاعلين معنويين وآخرين ماديين.
في غضون ذلك، تنسّق مختلف عناصر الشرطة القضائية مع جهاز المخابرات “ديستي” لسبر أغوار هذا الفعل الإجرامي، الذي أثر ضجّة واسعة وخلّف ردود فعل مستنكرة في ربوع المغرب.
كما أنّ سلاح الشرطي المغدور، والذي لم يتمّ العثور عليه حتى الآن،
سيكون “مفتاحاً” رئيسيا في فكّ لغز واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها المغرب مؤخرا،
كما أنّ هاتف الضحية أيضا لم يظهر له أثر منذ أزيد من أسبوع على اكتشاف الجريمة.
يشار إلى أن تعدّد الأماكن التي ارتكب فيها الجناة اعتداءاتهم،
على الشّرطي المغدور وتأخّر اكتشاف جثمانه ساهما في تعقيد مهمّة التحقيق المتواصلة منذ أكثر من أسبوع.
وشهد اليومان الأخيران تقدّما في وتيرة التحقيقات، التي امتدّت إلى كل من الدروة (برشيد) والسّعيدية وطنجة،
لتستهدف مؤخرا تجار ومهرّبي مخدرات، بعدما سارت المؤشّرات في اتجاه كون الجناة المحتمَلين ممّن ينشطون في مجال المخدّرات والممنوعات.