الأحرار يطالب بتحسين أجور الفقهاء وتحصين الأمن الروحي لمغاربة العالم
سجل فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، تحسنا ملحوظا في الأوضاع المادية والاجتماعية للأئمة والمرشدين الدينيين خلال السنوات الأخيرة، داعياً وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، إلى مواصلة العناية بهذه الفئة ومراجعة منظومة الأجور الخاصة بهم.
وطالب المستشار البرلماني عن التجمع الوطني للاحرار محمد حنين، أمس الاثنين، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،بالتفاتة من الوزارة لأرامل الأئمة والمرشدين الدينيين ممن بقي بدون معيل، وكذلك لمن لم يستطع منهم مواصلة عمله لظروف صحية أو لعامل السن، دون أن يستفيد من التقاعد، ولو بقسط قليل يسمح لهم بمواجهة أعباء الحياة.
وأكد المستشار البرلماني في مداخلته باسم الفريق على “أهمية تأطير العمل الاحساني، في خطوة للتصدي للجهات التي تحترف الاستقطاب باسم العمل الخيري، وبما يجعلها في تكامل مع سياسة الدولة الهادفة إلى ترسيخ أسس الدولة الاجتماعية”.
وعلى نفس النهج، يقترح محمد حنين “البحث عن آليات مبتكرة لتنمية موارد نظام الوقف وجعلها في خدمة الأولويات المجتمعية كالتعليم والصحة”.
وأشاد المستشار البرلماني، في السياق ذته، بجهود الوزارة لتحصين الهوية الدينية المغربية وتحصين الأمن الفكري الروحي لمغاربة العالم من الانقسامات العقائدية والخلافات المذهبية، ومن الانحرافات والانزلاقات المتطرفة، التي تتخذ غطاء دينيا للترويج لأجنداتها.
ومع ذلك، يستدرك محمد حنين، تظل هذه الجهود غير كافية بالنظر الى ارتفاع أفراد جاليتنا بالخارج، حيث نتكلم اليوم عن الجيل الثالث والرابع، مما يستدعي تبني سياسة عمومية متكاملة أكثر ملاءمة لهذه الأجيال، بما يسمح بتنشئتهم على التشبث بالهوية والثقافة المغربيتين المتشبعة بقيم التسامح الديني والعقائدي.
وتابع: “للجانب الدبلوماسي دور كبير في تحسيس دول المهجر بالجهود التي تقوم بها المملكة في هذا النطاق، والتي عليها أن تعي أن مساعدة السلطات الدينية وضمان تواجدها، سيساهم في الحد من مشاكلها النابعة من المد المتطرف الذي تغذيه الظروف الاقتصادية والاجتماعية لبعض أبناء جاليتنا، الذي يجدون أنفسهم عرضة للاستقطابات المتطرفة الحاضرة بقوة في المجتمعات الغربية”.
ومضى قائلاً: “ولا يمكن ونحن نتحدث عن إصلاح وهيكلة الحقل الديني دون أن نشير إلى ضرورة مواصلة الانفتاح على المرأة العالمة و إشراكها الفعلي في تدبير هذا المجال، باعتبار التكريم الذي تحظى به المرأة في الشريعة الإسلامية، وهو ما سميسح بعكس صورة ايجابية عن بلادنا باعتبارها منارة للفكر الاسلامي المتنور”.
وعلى صعيد آخر، شدد حنين، التأكيد على “ضرورة ترسيخ دعائم العلاقات الروحية التي تجمع المغرب بالعديد من البلدان الإفريقية، داعين الى اقتسام التجربة والخبرة المغربية التي راكمتها في الحقل الديني، وذلك بما يتوافق مع خطاب جلالة الملك نصره الله بمناسبة المسيرة الخضراء، الذي سطر فيه جلالته رؤيته الملكية المتبصرة للعمق المغربي الإفريقي، في إطار رؤية جيوسياسية للفضاء الأطلسي”.