بن حميدو.. مغربية توظف الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بمضاعفات جراحية بهولندا
تعمل سارة بن حميدو، وهي باحثة مغربية في الرعاية الصحية، إلى جانب مجموعة من زملائها بالأراضي المنخفضة، على توظيفٍ يُعد في الوقت الراهن “ثوريا” في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال الاعتماد على هذه التكنولوجيا في التنبؤ بمضاعفات ما بعد الجراحة لدى مرضى القولون والمستقيم.
وبالموازاة مع متابعة دراستها في ماجستير الطب بجامعة Vrije Universiteit، تُشارك بن حميدو، المزدادة بهولندا والبالغة من العمر 20 عاما، في بحث دكتوراه في جامعة Amsterdam UMC.
ويرتكز هذا البحث على تنفيذ نماذج التعلم الآلي (مجموعة فرعية من الذكاء الاصطناعي) للتنبؤ بمضاعفات ما بعد الجراحة في تسربات الفغر القولونية والمستقيم (CAL)، وهي مضاعفات شديدة الخطورة في هذا النوع من الجراحة.
وقالت الباحثة المغربية إن هذا البحث يتيح لها الفرصة، عبر تبني الابتكار، لتوسيع حدود الطب الحديث وتعزيز الرعاية الصحية وإحداث تغييرات إيجابية في حياة عدد لا يحصى من المرضى، لاسيما في ظل تأثير تكنولوجيا التعلم الآلي Machine Learning على نطاق عالمي.
وأشارت الباحثة مغربية في الرعاية الصحية إلى أن هذا البحث على وشك تمهيد الطريق لمستقبل، حيث يمكن للأطر الطبية التعرف -بشكل روتيني- على المرضى الأكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات الخطيرة.
ومن المعلوم لدى سارة بن حميدو أن الذكاء الاصطناعي يُتناول في وسائل الإعلام بكثير من التخوف؛ غير أنها أكدت أن ما يميز استخدامهم له هو الهدف في مجمله، والمتمثل في هذه الحالة في تحسين حياة المرضى بشكل كبير عبر منع المضاعفات الخطيرة والتأثير إيجابيا على الفاعلين الصحيين والمرضى المصابين بسرطانات القولون والمستقيم في جميع أنحاء العالم.
واعترفت الباحثة ذاتها بأن الاعتماد على تكنولوجيا جديدة مثل الذكاء الاصطناعي أمر معقد إلى حد كبير. ويمتد هذا التعقيد إلى ما هو أبعد من الجوانب التقنية، ليشمل الاعتبارات الأخلاقية بشكل خاص.
وأوردت بن حميدو، مثالا على ذلك، يتمثل في المسؤولية عن الأخطاء الناتجة عن تنبؤات التعلم الآلي، مشددة على أن الاعتماد على هذا النوع من التكنولوجيا في الرعاية الصحية يتطلب استشارة موسعة مع خبراء مثل الجراحين والمهنيين الطبيين في جميع أنحاء العالم، من أجل خلق توازن بين فوائده والمسؤولية الأخلاقية التي تنطوي عليها هذه التكنولوجيا.
إلى جانب مسارها العلمي والأكاديمي، أكد سارة بن حميدو أن هويتها تشكلت من خلال مزيج الثقافتين الهولندية والمغربية الغنيتين؛ لذلك، أضافت سارة: “أحافظ على علاقتي ببلدي الأصلي (المغرب) وفخورة بالانتماء إليه. كما أحرص على زيارته خلال بعض العطل الصيفية، حيث تمثل هذه الزيارات فرصة ثمينة بالنسبة لي لتقوية جذوري وتقدير بلدي والاستمتاع بالتنوع الجميل الذي يتميز به. كما تعتبر بمثابة جسر يربط بين منزلي الهولندي وبيتي المغربي؛ مما يثري حياتي بالألوان والشعور بالانتماء”.
وأضافت الباحثة المغربية أن ارتباطها بكل من هولندا والمغرب لم يُثر حياتها الشخصية فحسب؛ بل ساهم أيضا في تشكيل وجهة نظرها الأكاديمية والمهنية كطبيبة وباحثة، حيث تعمل على إجراء دراسة نقدية للرعاية الصحية في كل من المغرب والعالم الغربي مع الاحتفاظ بطموح المساهمة في تحسينها مستقبلا وخلق تأثير إيجابي على الرعاية الصحية، في البلدين معا.
من جانب آخر، تحافظ سارة على روابطها العائلية التي تصفها بـ”التذكير الحيوي بجذوري وقيمي وأساس المحبة التي نشأت منها، مع لمسة من الضيافة والدفء المغربيين؛ وهو ما يوفر لي بيئة آمنة للتفكير في هويتي الشخصية والثقافية ويُساعدني على مواجهة كل يوم جديد بطاقة متجددة وعقلية إيجابية”، وفق تعبيرها