صيغة التشهد من حديث أبي موسى الأشعري
عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا، وبين لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا، فقال: “إِذَا صَلَّيْتُمْ فَكَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ، فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمْ:
التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ [رواه مسلم].
صيغة مكذوبة عن معنى صيغة التشهد
ينشر كثير من الإخوة في بعض المواقع والمنتديات أن: ” (التحيات) اسم طائر في الجنة على شجرة يقال لها (الطيبات)، بجانب نهر يقال له (الصلوات)،
فإذا قال العبد: (التحيات لله والصلوات الطيبات) نزل الطائر عن تلك الشجرة فغطس في ذلك النهر ونفض ريشه على جانب النهر، فكل قطره وقعت منه خلق منها ملك يستغفر لقائلها إلى يوم القيامة”، وبعد البحث تبين لي أن هذه الرواية موضوعة ومكذوبة ولا أصل لها ولا تجوز روايتها.
صيغة الصلاة على النبي عند أبي مسعود الأنصاري
اختلفت الآثار في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فروى مالك عن أبي مسعود الأنصاري؛ قال: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ. فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ. يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟
قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “قُولُوا:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ. كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ. كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ [رواه مسلم: 405].
«اللَّهمَّ صَلِّ على محمَّدٍ»، أي: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دينه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود،
ولما كان البشر عاجزين عن أن يبلغوا القدر الواجب له من ذلك، شرع لنا أن نحيل أمر ذلك إلى الله تعالى بأن نقول: «اللهم صل على محمد»، أي: لأنك أنت العليم بما يليق به من ذلك.
«وعلى آلِ محمَّدٍ» والمراد: الأزواج ومن حرمت عليهم الصدقة، وتدخل فيهم الذرية، وقيل: يشمل أتباعه المؤمنين.
«كما صلَّيْتَ على آلِ إبراهيمَ»، أي: مثل صلاتك على آل إبراهيم عليه السلام، وهم إسماعيل وإسحاق وذريتهما المؤمنة.
«اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ» أي: أثبت وأدم له ما أعطيته من التشريف والكرامة وزده من الكمالات ما يليق بك وبه،
وقيل: المراد بالبركة هنا الزيادة من الخير والكرامة، وقيل: المراد التطهير من الذنوب والتزكية، والحاصل أن المطلوب أن يعطى من الخير أوفاه، وأن يثبت ذلك ويستمر دائما.
«إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ» أي: إنك حميد فاعل ما تستوجب به الحمد؛ من النعم المتكاثرة والآلاء المتعاقبة المتوالية، مجيد كريم الإحسان إلى جميع عبادك الصالحين، ومن محامدك وإحسانك أن توجه صلواتك وبركاتك وترحمك على حبيبك نبي الرحمة وآله.
صيغة الصلاة على النبي عند أبي حميد الساعدي
وهناك صيغ أخرى وردت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منها: ما روي عن أبي حميد الساعدي: أنهم قالوا: «يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» [متفق عليه].
وفي رواية أخرى: «أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» [متفق عليه].
للاطلاع على المزيد: