-->
إقرأ TV قناة دينية متميزة تنشر كل ما يفيد المسلم إقرأ TV  قناة دينية متميزة تنشر كل ما يفيد المسلم

فضائل الاستغفار العظيمة


الاستغفار

شرح كامل للاستغفار وأهميته وفضائله كرحمة من رحمات الله التي أرسلها لعباده، كيف يكون استغفار الله؟ وما هو الاستغفار الصحيح؟ الإجابة على كل هذه الأسئلة تجدها في هذه الصفحة


يخطئ العبد وتكثر خطاياه ثم يعود إلى الله بالاستغفار طالبًا العفو والغفران والرحمة، استغفار الله من رحمات الله التي أرسلها لعباده، قال أبو موسى رضي الله عنه "كان لنا أمانان ذهب أحدهما، وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا فإذا ذهب هلكنا"


أحاديث عن رمضان


الصدقات


استغفار الله أو الاستغفار في اللغة


المقصود بالاستغفار أواستغفار الله هو أن تطلب الغفران والعفو من الله عز وجل، فالاستغفار في اللغة هو مصدر الفعل (اسْتَغفَرَ)، واستغفار الذنب هو طلب غفرانه، فاستغفار الله هو الدعاء بطلب العفو من الله على ذنب اقترفته، والداعي بهذا الدعاء المراد به طلب المغفرة والعفو هو (المُستغفر)


وكما ذُكر في (المحكم - ابن سيدة) وفي (عمدة الحفاظ - السمين الحلبي) فإنّ الاستغفار هو مصدر القول: استغفر - يستغفر، وهو مأخوذ من مادة (غ ف ر) التي تدل على الستر في الغالب، فالغفر هو الستر، يُقال غفر يغفره غفرًا أي: ستره، ومنها غفر المتع في الوعاء غفرًا أي أدخله وستره، وتأتي كلمة غفر بمعنى ترك المؤاخذة بالذنب.


وقال بن منظور: أصل الغفر التغطية والستر.


معنى استغفار الله في الاصطلاح


الاستغفار هو الطلب من الله سبحانه أن يستر الذنوب وأن لا يعاقِب عليها، وبهذا فعند استغفار الله أنت ترجو منه عز وجل أمران أن يستر ذنبك ويسامحك عليه فلا تُعاقب عليه.


يقول بن تيمية: "المغفرة شيء زائد عن الستر؛ لأن المغفرة معناها وقاية شر الذنب، بحيث لا يعاقب عليه العبد، وأما مجرد ستر الذنوب فهذا لا يستلزم إسقاط العقوبة؛ فالله سبحانه قد يستر على من يعاقب وعلى من لا يعاقب"


أحاديث عن ليلة القدر


فضل الاستغفار


يتجلى لنا فضل الاستغفار في كثير من المواضع في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة وكذلك ما تركه السلف من علماء المسلمين.


فضل الاستغفار كما ورد في القرآن الكريم


بالتمعن في سور القرآن الكريم نجد أنّ الله تعالى قد بيّن لنا فضل الاستغفار في كثير من الآيات في مواضع كثيرة من كتابه العزيز، فللاستغفار فضائل كثيرة نلخصها فيما يلي:


أحاديث عن العيد


من فضائل استغفار الله أنّ الله تعالى قد أمر عباده به في آيات كثيرة في القرآن الكريم، نذكر منها:


قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة - الآية 199: "وَاسْتَغْفِرُوا اَللَّهَ إِنَّ اَللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"قوله تعالى في سورة هود - الآية 3: "وَأَنْ اِسْتَغْفَرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ"قوله تعالى في سورة نوح - الآية 10: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا"قوله تعالى في سورة آل عمران - الآية 133: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"من فضائل الاستغفار هو أنه سنة الأنبياء والمرسلين وطريقة الصالحين، وفي القرآن آيات كثيرة للاستغفار على ألسنة الأنبياء، ومنها:


قول سيدنا آدم عليه السلام في قوله تعالى سورة الأعراف - الآية 23: "قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" عندما كان آدم عليه السلام وزوجته حواء يستغفران عن ذنبهما بمخالفة أمر الله تعالى.


قول سيدنا نوح عليه السلام في قوله تعالى في سورة نوح - الآية 28: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا"


قول نبي الله صالح في قوله تعالى في سورة هود الآية - 61: "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمُ اُعْبُدُوا اَللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهِ غَيْرِهِ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنْ اَلْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفَرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنْ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ"


كما قال موسى عليه السلام في قوله تعالى في سورة القصص - الآية 16: "قَالَ رَبٌّ إِنِّي ظُلِمَتْ نَفْسِيٌّ فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورْ اَلرَّحِيمِ" عندما قتل رجلًا قبطيًا.


من فضائل الاستغفار أنّ الله تعالى قد مدح أهله وأثنى عليهم في مثل قوله تعالى في سورة آل عمران - الآية 17: "الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" عندما أشار عز وجل للمستغفرين مع الصابرين والقانتين والمنفقين سرًا وعلانيةً أنهم من أهل الجنة الفائزين بنعيمها ورضوانه تعالى عليهم.


من فضائل الاستغفار أيضًا أنه من صفات المتقين وسماتهم يحرصون عليه، يقول تعالى في سورة آل عمران - الآيات من ١٣٣إلى 136: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ( 133 ) اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ اَلنَّاسِ وَاَللَّهِ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ ( 134 ) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 135 ) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةً مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنَعَمْ أَجْر اَلْعَامِلِينَ ( 136 )


وعد الله تعالى المستغفرين والتائبين عن ذنوبهم توبةً حقيقية بالمغفرة وهذه فضيلة من فضائل الاستغفار، يقول جلّ وعلا في كتابه المحكم في سورة النساء - الآية 110: "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا"


بالاستغفار يبعد المؤمن عن نفسه العذاب وذلك تبعًا لقوله تعالى في سورة الأنفال الآية - 33: "وَمَا كَانَ اَللَّهُ مُعَذِّبُهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" بمعنى أنّه عز وجل يرفع مقته وعذابه عن المستغفرين الطالبين العفو والمغفرة من الله تعالى.


تدلنا آيات من القرآن الكريم أنّ الاستغفار يجلب الخير والنفع والبركة للمستغفر ويدفع عنه البلاء كما قال تعالى في سورة نوح - الآيات من 10 - 14 : "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ( 10 ) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ( 11 ) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ( 12 ) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ( 13 ) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ( 14)"


يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا) أي ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه وتوبوا إليه من قريب، فإنه من تاب إليه تاب عليه ولو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك.


أما في جلب الرزق والبركة ودفع البلاء فرُوي عن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه صعد المنبر ليستسقي فلم يزد على الاستغفار شيئًا.


يرحم الله تعالى وهو الرحمن الرحيم المستغفر، فكما قال في سورة النمل - الآية 46: "لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اَللَّهُ لَعَلَّكُمْ تَرْحَمُونَ"


إذا طلبت القوة والخير من الله تأتيك بكثرة الاستغفار، يقول تعالى في سورة هود - الآية 3: "وَأَنْ اِسْتَغْفَرُوا رَبُّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعُكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجْلٍ مُسَمًى وِيؤْتْ كُل ذِي فَضَّلَ فَضْلُهُ"


الاستغفار في السنة النبوية الشريفة


كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائم الاستغفار وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذبنه وما تأخر، وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تحثنا على الاستغفار وتوضح فضائل الاستغفار.


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أكثر مِن الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب"


وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"


وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله تبارك وتعالى: يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يابن آدم إنّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرةً"


الاستغفار الصحيح


للإجابة عن سؤال: كيف نستغفر؟ الذي يسأله الكثير من الناس، عندما نتأمل ما ورد إلينا من السنة النبوية المشرفة نجد أنّ أنواع الاستغفار الصحيح وصيغه كثيرة، ومنها:


يعلمنا رسول الله في سيد الاستغفار أن يبدأ المستغفر بالثناء على ربه والاعتراف بذنبه والتوبة عنه ونيته بعدم الرجوع إليه، ثم يسأل الله عز وجل شأنه المغفرة، عن شداد بن أوس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" قال: "ومن قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة."


سُمي هذا الدعاء بسيد الاستغفار لأنه قد جمع كل معاني التوبة وحسن الثناء على الله تعالى والاعتراف بالضعف والخضوع إلى الله وهذه درجة عالية من التوبة وطلب المغفرة.


وكما ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو أنّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: "يا رسول الله علّمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم."


ومن الاستغفار أن يقول العبد: "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" وقد رُوي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنّ من قاله غُفر له وإن كان فرّ من الزحف، وقد أخرجه أبو داوود والترمذي.


وقد ورد في كتاب عمل اليوم والليلة للنسائي: "عن خباب بن الأرت قال: قلتُ يا رسول الله كيف نستغفر؟ قال (صلى الله عليه وسلم) قل: "اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا إنّك أنت التواب الرحيم"


فوائد الاستغفارمن فوائد الاستغفار أنه يجلب الرزق وييسر الوصول إليه.بالاستغفار تُمحى الذنوب وتحصل محبة الله له وتحقق القرب منه جل وعلا ويجعل المؤمن يشعر بحلاوة القرب من الله والإيمان بالله.استغفار الله يُذهب الهم والحزن وضيق الصدر ويدخل الفرح والسرور إلى القلب الناتج عن القرب من الله.الاستغفار يوصل المؤمنين للجنة وهي الفوز الأعظم.الاستغفار يدرر الغيث ويذهب الفقر.استغفار الله يسهل الطاعات ويبعد عن المعاصي والذنوب.يزيد العقل والإيمان والحكمة.يقلل من تعلق القلب بالدنيا الفانية.تنحل به العقد وتحل به الصعوبات والأزمات.


هل يجب الاستغفار في اليوم 1000 - ألف مرة؟


للاستغفار كثيرًا في اليوم والليلة فضل كبير كما ذكرنا من قبل، ولكنه غير مقيد بعدد معين كما يظن البعض؛ فليس هناك في السنة ما يلزم بعدد معين من أعداد الاستغفار كما يظن البعض بأنه 1000 مرة، ولكن روي في كثير من المواضع أعداد مختلفة ومنها ما يزيد عن الألف بكثير، روي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) في حلية الأولياء أنه قال: "إني لاستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة"


وقد روي عن أبي هريرة: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "والله إني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" ولما سمع أبو هريرة هذا من النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول ما رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد عنه: "إني لاستغفر الله في اليوم والليلة اثني عشر ألف مرة بقدر ديتي ثم ساقه من طريق آخر فقال: بقدر ذنبه."

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا