تواصل الجزائر مساعيها لتقوية قدراتها العسكرية الجوية على مستوى المسيرات عن بعد "الدرون"، خاصة بعدما قطع المغرب أشواطا متقدمة في هذه المجال في السنوات الأخيرة، وقد كشفت مصادر متخصصة عن عقد الجزائر صفقة جديدة مع شركة تركية لاقتناء 10 "درونات"
ووفق موقع "ديفينسا" المتخصص في الصفقات العسكرية وأخبار الدفاع، فإن الجزائر عقدت صفقة مع الشركة التركية المتخصصة في صناعة الطيران "TAI" من أجل اقتناء 10 طائرات بدون طيار من نوع "ANKA" لتكون ثاني بلدان في المغرب العربي يقتني هذا النوع من المسيرات بعد تونس.
وحسب ذات المصدر، فإن هذا النوع من "الدرونات" يستطيع التحليق في الظروف الجوية الصعبة بالليل والنهار لمدة تصل إلى 24 ساعة، على ارتفاع يصل إلى 30 ألف قدم فوق سطح الأرض، وله قدرات الاستهداف والمراقبة والاستطلاع وتحديد الأهداف الثابتة والمتحركة
ولم يتم الاشارة إلى القيمة المالية للصفقة، غير أنه يُتوقع أن تكون الجزائر قد توصلت حاليا بهذه المُسيّرات لإخضاعها للتجربة والتدرب على يد الطاقم التركي، من أجل إدخالها إلى الخدمة، وهي صفقة تأتي بعد الأنباء المتواصلة لاستخدام المغرب للمسيرات عن بد بشكل ناجح ضد جبهة "البوليساريو" الانفصالية
وكان المغرب قد العديد من الصفقات العسكرية في السنوات الأخيرة لاقتناء العديد من أنواع "الدرونات" العسكرية، حيث حصل على سربين من مسيرات "بيرقدار تي بي 2" التركية، إضافة إلى عدد من المسيرات الأخرى من كل من إسرائيل والولايات المتحدة والصين.
وكانت صحيفة "Infodron" المتخصصة في أخبار المسيّرات عبر العالم، قد أعلنت العام الماضي عن اقتناء المغرب لسرب من طائرات "الدرون" العسكرية من شركة إسرائيلية، مشيرا إلى أن عدد المسيّرات التي اقتناها المغرب من هذه الشركة يصل إلى 150 وحدة.
وحسب ذات المصدر، فإن السرب الجديد من "الدرون" الذي اقتناه المغرب، مكون من نوعين، الأول هو "WanderB" والثاني هو "ThunderB" وقد تمت عملية الاقتناء من شركة "BlueBird" الإسرائيلية التي تمتلك الدولة الإسرائيلية 50 بالمائة من أسهمها عبر شركة "IAI" المتخصصة في الصناعات العسكرية.
وأشار المصدر المذكور إلى مميزات وخصائص هذين النوعين من الدرونات، فالأول الذي يحمل إسم "WanderB" يتميز بقدرته على النزول والإقلاع في أي مكان دون الحاجة إلى مدرج، كما أن محركه لا يصدر ضجيجا مرتفعا، وتصل إمكانية الطيران إلى لساعتين ونصف على مساحة 50 كيلومترا.
أما النوع الثاني "ThunderB" فهو "درون" متكامل يستطيع التلحيق لمدة تصل إلى 12 ساعة دون توقف ويُمكن أن يعمل في ظروف مناخية صعبة، وفق ذات المصدر، مشيرا إلى أن النوعين من الدرونات يُمكن استخدامهما في العديد من المهام، كالاستطلاع وجمع المعطيات والمراقبة والأعمال العسكرية الأخرى.
ولم تشر الصحيفة المتخصصة إلى القيمة المالية لهذه الصفقة ومتى حصل المغرب على هذا العدد الكبير من المسيرات عن بعد من إسرائيل، غير أنها أشارت إلى أن المغرب يستعد ليُصنع هذه الطائرات المسيرة داخل ترابه، بعد اتفاق سابق مع إسرائيل.
وفي حالة حدوث هذه الصفقة، فإن المغرب يكون قد امتلك العديد من أنواع المسيرات الحربية، بعد عدد من الصفقات في العامين الأخيرين، مثل درون "بيرقدار تي بي 2" التركية التي حصل على سربين منها، إضافة إلى 3 أنواع أخرى من درون إسرائيلية الصنع، في حين ينتظر أن يحصل على درون "بريدايتور" الأمريكية.
ويهدف المغرب من خلال تعزيز ترسانته العسكرية بهذه المسيّرات، بعدما أثبتت نجاعتها في العديد من الحروب الأخرى في العالم، دون حدوث خسائر كبيرة من طرف الجيش الذي يستخدمها، كما أن هذه المُسيّرات أثبتت نجاعتها لدى الجيش المغربي في مواجهة ميليشيات "البوليساريو"، حيث تمكن من إسقاط العديد من عناصر الجبهة وقيادييها خلال العامين الأخيرين.