نشرت السفارة الفرنسية بالمغرب، على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، صورة للجناح المغربي المشارك في الصالون الدولي للفلاحة بالعاصمة باريس، وتعمدت نشرة صورة من زاوية تُظهر خريطة المغرب دون الجزء الجنوبي للصحراء المغربية.
وأرفقت السفارة الفرنسية الصورة بتعليق أشارت فيه إلى عودة الجناح المغربي إلى المعرض الدولي للفلاحة بالعاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة أكثر من 30 تعاونية فلاحية مغربية، تعرض من خلاله أكثر من 1600 منتوج فلاحي من انتاج مغربي.
واعتبر عدد من المتتبعين، بأن هذه الصورة التي نشرتها السفارة الفرنسية، تحمل في طياتها استفزاز مُبطّنا للمغرب والمغاربة، ولاسيما أن السفارة كان بإمكانها أن تنشر صورة واضحة للجناح المغربي تظهر فيها خريطة المملكة كاملة، خاصة أن عدد كبير من الصور نُشرت خلال هذا الملتقى الدولي ظهرت في صورة الخريطة المغربية واضحة تتضمن الصحراء.٠
وتشهد العلاقات الفرنسية المغربية توترا صامتا منذ حوالي عامين، وهو ما يزيد من شكوك الكثير من المتتبعين بأن السفارة قصدت اختيار هذه الصورة التي نشرتها بمناسبة المعرض الدولي للفلاحة في باريس، كتأكيد على استمرار الأزمة بين الرباط وباريس.
وتتعدد أسباب الأزمة بين المغرب وفرنسا، وفق العديد من التقارير، غير أن أبرز مشكل بين الطرفين يرجع بالأساس إلى قضية الصحراء المغربية، حيث ترفض باريس الإعلان بشكل صريح وواضح دعمها للمغرب في هذه القضية، على غرار ما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا.
وترفض الرباط أي خطوة نحو تحسين العلاقات مع باريس في حالة إذا لم تقم الأخيرة بإعلان موقفها الواضح من الصحراء المغربية، وقد أشارت تقارير دولية، أن اختلاف الرؤى بين الطرفين في هذه القضية، هو الذي تسبب في تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب منذ العام الماضي.
وتشير قراءات سياسية عديدة، أن من أسباب عدم رغبة فرنسا في اتخاذ موقف صريح لصالح المغرب، في قضية الصحراء، يرجع بالأساس إلى عدم رغبتها في خلق أزمة مع الجزائر، خاصة أنه يتوقع بقوة أن الجزائر ستتجه إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع باريس مثلما فعلت مع مدريد، في حالة إذا اتخذت فرنسا تلك الخطوة.