أثار الفيلم السينمائي “أنوال”، الذي يرصد سيرة زعيم ثورة الريف عبد الكريم الخطابي خلال فترة معركة أنوال، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي مباشرة بعد الإعلان عن انطلاق تصوير مشاهده وأسماء الممثلين المشاركين فيه
في حوار خص به الاخبارية، يتحدث المخرج محمد بوزاكو عن تفاصيل فيلمه هذا، الدقة التاريخية للمعلومات، الوقائع التي سيتم التطرق إليها، معايير اختيار الممثلين والضجة التي صاحبت ذلك عبر “السوشل ميديا”.
حدثنا عن تفاصيل فيلمك الجديد “أنوال”
“أنوال” فيلم سينمائي كتب السيناريو الخاص به المنتج محمد النضراني، وهو من إنتاج شركة “تيفاوت”، يصور حاليا في إقليمي الدرويش والناظور، وهناك مشاهد ستصور في مدينة فاس. يتحدث الفيلم عن فترة تمتد بين سنة 1907 حينما كان عبد الكريم الخطابي يتابع دراسته في القرويين، وسنة 1921 حينما تمكن المقاومون من الانتصار في واقعة أنوال.
الفيلم حصل على دعم من المركز السينمائي المغربي، سيستغرق تصويره بين خمسة وسبعة أسابيع، ويضم مجموعة من الممثلين والممثلات من المغرب الذين يجسدون أدوار شخصيات العمل الذي سيكون ناطقا بالدارجة المغربية وباللغة الإسبانية، كما أن هناك حوارات باللهجة الريفية. وبعد الانتهاء من التصوير ومرحلة المونتاج، ستتم دبلجته بالكامل إلى الريفية.
كيف تم اختيار الممثلين المشاركين في العمل؟
هناك عدد كبير من الممثلين من أهل الريف في الفيلم، وكان لازما أن يحضر معنا ممثلون من مناطق أخرى من المغرب، كما أنه عندما كنا بصدد البحث عن الممثلين وجدنا وجوها تليق بأن تتقمص شخصيات العمل كربيع القاطي الذي لديه شبه كبير بالخطابي، وهو مشخص قوي. الشوبي هو الآخر لديه ملامح تشبه كثيرا الشخصية التي يجسدها، دون ذكر كذلك تجربته وإمكانياته التشخيصية الكبيرة. هناك أيضا راوية ذات الوجه الريفي كذلك والملامح التي توافق جدا الشخصية التي ستجسدها. كذلك لدينا اسماعيل أبو القناطر الذي جسد دور والد عبد الكريم الخطابي، وهو أيضا يملك شبها كبيرا بالخطابي الأب، إضافة إلى ممثلين آخرين مثل يونس الهري، ومحسن مالزي الذي يتوفر على قدرات تشخيصية كبيرة، زيادة على فنانين من الريف معروفين بآدائهم المتميز.
ما ردك على الجدل الذي أثير عبر منصات التواصل الاجتماعي حول جلب ممثلين من خارج الريف للمشاركة في هذا العمل؟
أظن أن تاريخ عبد الكريم الخطابي ليس تاريخ الريفيين فقط وإنما تاريخ المغاربة والعالم أجمع، على اعتبار أنه شخصية تاريخية عالمية ذاع صيتها في العالم وفكره تبنته حركة التحرر، مثل “شي غيفارا” وغيره في العالم آنذاك.
وبالتالي، فإن اعتماد فسيفساء من ممثلين بين الذين ينحدرون من منطقة الريف ومناطق أخرى أظن أنه لا يفسد شيئا من قيمة العمل، لأن قيمته تتشكل في موضوعه وأحداثه، وكذا توصيل وتوثيق الأحداث من أجل أن يطلع عليها العامة، إضافة إلى أن السينما لها لغتها التي يشترك فيها جميع الشعوب. لذلك، أقول إن ما يهم أكثر في العمل هو إنتاجه بشكل محترف وبقيمة فنية عالية، سواء من حيث التشخيص والأداء أو من الناحية الفنية والتقنيات.
إضافة إلى ذلك، يجب ألّا أن ننكر أيضا أنه، وبكل صراحة، لا نتوفر على كثير من الممثلين لأداء أدوار مثل دور عبد الكريم الخطابي وأدوار أخرى؛ أولا، كما قلت، لأن الممثلين الجيدين قليلون، إضافة إلى أنهم لم يتخرجوا في أي معهد تكوين وهم فنانون عصاميون تمكنوا من صقل موهبتهم بعد تجارب مختلفة بين التلفزيون والسينما والمسرح.
إذن، هي تجربة فريدة من نوعها، لأنه لأول مرة يجمع عمل سينمائي هؤلاء الممثلين المنحدرين من مختلف مناطق المغرب والمعبرين بلغات مختلفة، وما يهم الناس في الفيلم هو إخراجه بحلة جديدة تقنيا وفنيا، فهو يتناول شخصية الخطابي بكل صدق وحيادية وفق المعطيات التاريخية التي يعرفها الجميع.
ما مدى دقة المعطيات التاريخية التي سيتطرق إليها الفيلم؟
بالنسبة لدقة المعطيات، يجب أن نعرف أولا أن كاتب السيناريو سبق أن قدم عملا حول عبد الكريم الخطابي منذ أزيد من خمس عشرة سنة، وهو واع جدا بمدى ضرورة احترام الوقائع والأحداث التاريخية التي وقعت بشكل دقيق، وهذا ما تجسد في الفيلم. أما بخصوص الكلام الذي يثار حاليا في مواقع التواصل الاجتماعي، أقول إنهم لم يطلعوا على السيناريو ولم يعرفوا بعد ما يتم تصويره من أحداث. لذلك، أقول وأكرر أن الأحداث التاريخية المتناولة في الفيلم هي إلى حدود سنة 1921، وأركز على هذا التاريخ وهو معركة أنوال، وكل الأحداث المتناولة هي وقائع يعرفها الجميع ومتداولة كثيرا لدى الباحثين والمؤرخين، وبالتالي لم ننتقص منها شيئا.
وكان أمامنا عدة تحديات واختيارات، وبذلك كان من اللازم أن نشرك معنا إخواننا من مناطق أخرى من المغرب أو لا نصور هذا الفيلم، ولكن اعتبرنا أنه حان الوقت لنخرج فيلمًا سينمائيا عن حياة الزعيم عبد الكريم الخطابي، لأنه مرت مدة طويلة ومن العيب أن لا نتوفر على عمل حول هذه الشخصية، علما أن المغرب ينتج عشرين فيلما في السنة، فلماذا لا ننتج فيلما عن الخطابي؟ إذن هو تحد مشروع ونحن نتحمل مسؤولية هذا العمل ومسؤولية تبعاته، لأن منطلقنا هو منطلق المصداقية والصدق في تناول الأحداث والغيرة على تاريخنا باعتبارنا أيضا من أبناء منطقة الريف.
متى سينتهي تصوير العمل ومتى سيرى النور في القاعات السينمائية؟
بخصوص موعد خروج الفيلم، لا يمكنني أن أحدد تاريخا مضبوطا لذلك، لأننا حاليا بصدد التصوير ولا نعرف متى سننتهي منه، لأن الكثير من المعيقات والمشاكل تصادفنا ونحاول كل يوم تخطيها.
أخيرا، أريد أن أشير إلى أن الفيلم يشرف عليه طاقم تقني محترف جدا له تجربة كبيرة في صناعة الأفلام بالمغرب، بداية من مدير التصوير ومهندس الصوت، وكذلك بحضور مهم للمكلف بالمؤثرات البصرية، لأن العمل سيحتوي على مشاهد سنستعمل فيها التقنيات الحديثة، خاصة فيما يتعلق بمشاهد الحروب وغيرها